الثابت و المتغير في الحديقة المنزلية

الحياة الحرة الطليقة بين الأشجار تلقي بظلالها على المكان و استنشاق نسيم معطر بأريج الأزهار و الاستمتاع بحديقة صغيرة و بقع خضراء تحيط بالبيت حلم يراود الكثيرين منا ..

إنها مقدمة لمقالة تم نشرها مع صور لحديقة جميلة في مجلة ديكور ضمن أرشيف في مكتبتي و أحببت

نشرها لما فيها من معلومات عن تنسيق الحدائق .. يبدأ الكاتب و يقول :

رعاية الحديقة و حسن تنسيقها عاملان أساسيان ينصح بهما خبراء الديكور و بشكل عام لا توجد هناك

نظرية محددة للتصميم الحدائقي إذ أن الحلول الإبداعية غير متناهية إنما هناك بعض الخطوط العامة

التي يمكن مراعاتها بالإضافة إلى متطلبات و ذوق أصحاب البيت و من سيستعمل هذه الحديقة و

البيت .

فالبعض يفضل الحديقة التي تتشكل من مجموعات من الفراغات المنطوية وليس الحديقة المنبسطة

الممتدة و ذلك لسبب بسيط هو التنوع و إمكانية تهيئة أجواء موسمية أو فصلية و في هذا المضمار

تتقدم الحديقة الاستوائية على بقية الحدائق و أبرز مقومات هذه الحديقة ما يلي :

أولاً : النباتات المنزلية المتسلقة : و لا يمكن وصف ما توفره هذه النباتات من مساحات خضراء تمتد

أفقياً و عمودياً بالإضافة إلى الألوان الزاهية التي تتمتع بها هذه النباتات المنزلية المتسلقة

كما قد تكون بعض هذه النباتات من ذوات الثمار كالكرمة مثلا أو أحيانا من ذوات ا لبراعم و

الأزهار كالأنواع العديدة التي لا تحصى و التي يشكل وجودها إعلانا عن بداية مواسم و فصول معينة و

بذلك تشكل ساعة فصلية حدائقية و أحيانا من الممكن زراعة بعض أنواع الصبار كما تظهر بالصورة و

هي من النباتات التي تقاوم النتح و التبخر في المناطق الحارة بالإضافة إلى سحر و جو معينين

يفهما الصبار على الحديقة .

ثانياً : تحتوي الحدائق الاستوائية على عناصر بنائية طبيعية و ذلك مثل المواد الطينية لبناء بعض

الجدران و الحوائط و ذلك لتقريبها من الطبيعة قدر الإمكان و لهذا يحبذ استخدام العناصر

الطبيعية عموماً في الأرضيات مثل الأحجار المشذبة و التي بالإضافة إلى ملمسها ولونها تبعث البرودة

المرغوبة خصوصا في فصل الصيف في حال وقوعها في الظل و ضمن منطقة قريبة من مصدر المياه .

ثالثا : المقاعد يمكن أن يتم تشكيلها من عناصر بنائية طبيعية دائمة مثل الأحجار التي يمكن

تغطيتها بالأخشاب و من ثم بالوسائد القماشية للجلوس عليها هذه الوسائد المريحة بالطبع غير

ثابتة و يمكن تغييرها و هذه الخاصية في قابلية توفير الثابت و المتغير في الحديقة الاستوائية و

عناصرها تساعد على التصميم الموضعي زمانيا و مكانيا في الحديقة .

رابعا : لا يمكن تخيل ما تتجه جذوع الأشجار المستعملة لصناعة طاولة في الحديقة أو مع مجموعة من

المقاعد حولها بالإضافة إلى عناصر الحديقة الأخرى على إعطاء الجو الطبيعي المطلوب لحديقة

استوائية في منزل حديث أما ما يشكل امتدادا لهذه الظاهرة التصميمية خارج المنزل فهو المنزل

المضاف إلى الحديقة إذ أن بعض القصور أو البيوت الكبيرة الحديثة عالميا تحتوي على مجموعة من

الأبنية المضافة إلى حديقة المنزل و تعتبر استراحة صغيرة للضيوف أو منتجعا صغيرا لأصحاب البيت

إذا أراد أحدهم القليل من العزلة صيفا .

و لذلك يمكن توفير حلول مبتكرة للتسقيف سواء بجذوع الأشجار الكبيرة التي تمتد عموديا ضمن

الفراغ الداخلي أو بالكمرات العمودية .

أما عن رعاية الحديقة فتحتاج إلى جهد ووقت حتى تنمو و تظل مخضرة فإذا لم يكن لديك الوقت

الكافي لذلك فتجنب زراعة النباتات العشبية التي سرعان ما تجف و ركز على زراعة النباتات

الأساسية و لا تزرع فيها نباتا إلا حينما تتأكد من اختياره .

تعرف على نوع التربة لأن هذا سوف يحدد لك نوع النباتات التي تتناسب معها فاختيار النبات

المناسب لطبيعة حديقتك سيوفر عليك عناء المعالجة و الرعاية الزائدة و أنجح النباتات هي التي

تنتمي إلى إقليم البحر الأبيض المتوسط لأنها تتحمل درجة الرياح و الحرارة و الأمطار و ملوحة

التربة .