سيطرت مشكلة التلوث على كل قضايا البيئة حتى غذت المشكلة الرئيسية للبيئة .
بداية مشكلة التلوث جاءت مع مجيء عصر الصناعة فمع تشييد مصنع جديد و مع إنتاج كل
سيارة وكل دراجة نارية أو قطار أو باخرة أو صاروخ ينتج كم جديد من الملوثات
إلى عناصر البيئة .
إن لارتباط مشكلة التلوث مع الصناعة هو عدم قدرة الدورة البيئية الطبيعية استيعاب
مخلفات المصانع والآليات و المحطات و المركبات و التجارب النووية و غيرها ..
مفهوم التلوث :
يعرفه البعض بأنه عبارة عن الحالة القائمة في البيئة الناتجة عن المتغيرات المستحدثة فيها
و التي تسبب للإنسان الإزعاج أو الأضرار أو حتى الموت .
و يعرفه آخرون بأنه تغيير كمي أو كيفي في المكونات البيئية الحية و الغير حية لا تقدر الأنظمة البيئية من استيعابه دون أن يختل توازنها .
التلوث البيئي ينجم من ما يحدثه الإنسان في مكونات البيئة من تغيرات كمية و نوعية و ينتج عما يحدث الإنسان من النفايات الناجمة عن نشاطات الإنسان التي تؤدي إلى نتائج ضارة أو مؤذية و أيضاً هناك كثير منالأحيان ينجم التلوث من الطبيعة مثل بعض أنواع حبوب اللقاح و جراثيم الكائنات المريضة و الغازات و الأتربة التي تقذفها البراكين و العواصف أو ما شابه ذلك .
و من هنا يرى الكثيرون أن التلوث يعني وجود أية مادة أو طاقة في غير مكانها و زمانها و كميتها المناسبة .
طبيعة الملوثات :
تصنف الملوثات حسب نشأتها إلى الملوثات الطبيعية و المستحدثة
الطبيعية : هي التي تنتج من مكونات البيئة ذاتها دون تدخل الإنسان كالغازات و الأتربة الناتجة من البراكين و أكاسيد النتروجين التي تتكون في الهواء نتيجة للتفريغ الكهربائي و حبوب اللقاح لبعض النباتات الزهرية و الجراثيم و غيرها .
المستحدثة : هي الناتجة لما استحدثه الإنسان في البيئة من تقنيات و ما ابتكره من اكتشافات كتلك الناتجة عن عن شتى الصناعات و التفجيرات النووية و كذلك ما ينتج من نفايات عن النشاطات البشرية العادية في الريف أو المدن .
تصنف الملوثات من حيث طبيعتها إلى :
ملوثات بيولوجية , كيميائية ، فيزيائية .
1. الملوثات البيولوجية : هي الأحياء التي إذا ما وجدت في مكان أو زمان أو كم غير مناسب تسبب أمراضاً للإنسان و نباتاته و حيواناته .
من هذه الملوثات مثلاً حبوب اللقاح التي تنتشر في أزهار بعض النباتات في الربيع كالصفصاف و تسبب الكثير من أمراض الحساسية بالجهاز التنفسي .
2. الملوثات الكيميائية : المبيدات بأنواعها و الغازات المتصاعدة من الحرائق و البراكين و البترول و مشتقاته و الرصاص و الزئبق و غير ذلك من الملوثات التي تنتج من الأنشطة المنزلية و غيرها و تلك الملوثات أي الكيميائية لها آثار سلبية على الإنسان و النبات و الحيوان فهي تؤثر و تسبب التلوث للمياه التي نشربها و التربة التي تنمو بها النباتات ...
فالمبيدات هي الكيماويات التي اخترعها السكان لمقاومة الآفات و الأعشاب التي تهدد سلامة محاصيله و تؤثر في إنتاجيتها و إن استخدامها المكثف يؤدي إلى آثار سلبية لم ينج منها الإنسان نفسه فقد تسربت إلى غذاؤه و الماء و الهواء و التربة .
3. الملوثات الفيزيائية : تشمل الضوضاء و التلوث الحراري و الإشعاعات بأنواعها و بخاصة
ما ينتج منها المواد المشعة الناتجة عن المفاعلات النووية و تجارب الانفججارات النووية .
و لعل التلوث البيئي من أهم مسبباته الإنسان بطاقته و ثورته الصناعية و منتجاته فقد دخل على الطبيعة دخيلاً لا يعي أهمية الطبيعة و البيئة كل ما يعيه مادياته .
_________________________________________________________________________________