أعيدوا قريتي

موضوع: أعيدوا قريتي السبت أبريل 03, 2010 2:29 pm

في هذا المكان أو المستنقع قرية بين مجموعة جبال في رأيي من أجمل ما خلق على هذه الأرض كثرة

الخيرات و فيرة المياه – كانت - في ذاكرتي الأولى كانت مكانا تشرب منه القرية كلها تأتي

العذارى يختالون على الطريق الترابية حتى يصلون إليها و يملؤون جرارهم منها كانت طبيعة

جميلة حقاً ماء صاف سقت القرية بأكملها تفيض ماء عذبا تستمع على حكايات العذارى و تحفظ

كل الأسرار ما زال جمالها في مخيلتي بدون كاميرات ولا تصوير لكن أرشيف كامل في مكان لا يستطيع

أحد الوصول إليه إلا من كان شاهدا على نقاوة الطبيعة الحقيقية في ذاك المكان الّذي اغتيل

نقائه و احتلت عذوبته و مضى على مكان آخر مع تقدم العمر فيه و جهل الناس بمعنى الجمال

سقى القرية كلها و سقته القرية حمى القذارة امتدت جميع المجاري إليه بعد أن كان صافيا

أصبح الآن كارثة بيئية حقيقية غدا مستنقع لا لون للحياة به لون أسود تشتاق العين لموته

و عودة اللون الطبيعي إلى ذلك النبع يشتاق إلى عودة عذرية الطبيعة و صوت خرير النهر و

تفجر الينابيع تشتاق إلى أن تلتقي مع ينابيع القرية التي جفت حدادا على موت إحساس

البشر جفت على الحداد على اختناق الحياة و ذهاب الهواء اشتاقت لأثير الصباح و غيمات

الربيع نعم ينابيع القرية فقد تكلمت جدودنا و عشنا مع خيال طفولة أهلنا بقولهم بأن

تلك القرية كان بها عدد ينابيع على عدد أيام السنة تفيض صيفا شتاء لم يبق بها إلا خيالات

الماضي و أطلال الربيع بعضها نذكره و دوناه بذاكرتنا و منه لا نعرفه إلا من خلال أحاديث

كثيرة لم يبق منها إلا الأحاديث و لم تدون إلا في ذاكرة الماضي

وعلى سيرة أحاديث الماضي فقد كان قرب ذلك المستنقع شجرة سنديان كانت مكان تضييع الوقت

في القرية مكان لعب الأطفال البيت بيت الشجرة فلم يكن هناك ألعاب و تلفزيونات لم تكن

هناك إلا بيت الشجرة الّذي أصبح حالياً بيت النفايات أين قريتي أعيدوا قريتي هل هناك من

يعيد عذرية قريتي

أعيدوا قريتي 20955599985116546408

ما الّذي حصل الآن ..لماذا أنهارنا أصبحت مجاري و لم تحولت بحيرات عذبة في بلدنا إلى مستنقعات أنهار عذبة حولوا كل مصارف

مجاريهم إليها مياه جارية عذبة أصبحت آسنة بأيديهم ...

ذاك المكان الذي أحدثكم عليه كنا نذهب بمغامرة طفولية و حلم طفل حالم كان مرتع لعبنا و المكان الجميل الذي يسرح به حتى

الكبير مياه جارية و عشب أخضر نباتات متشابكة ببعضها كأنهم عشاق العصافير بنت أعشاشها و الفراشات بين أزهارها كأن ذاك المكان

من فيلم كرتوني برعت فيه ريشة الفنان .. بعد أن كبرت أردت أن أبحث عن هذا المكان ووصلت إليه حقا و بدل أن أتمتع بمنظره أغمضت

عيني عدت إلى أطلال طفولتي عدت أدراجي كي لا أشوه صورته التي ما زالت في خيالي .. سألت نفسي و لم أحصل على جواب لماذا يا قريتي

ما الذي حصل من فعل ذلك كله بك ..

أغمضت عيني و عدت أدراجي صرخت و لم يرد إلا الصدى أعيدوا قريتي