اشراقة مصطفى بيئي البيئة أمو
عدد المساهمات : 161 تاريخ التسجيل : 09/02/2010 العمر : 37 الموقع : www.eshraqoo.com
| موضوع: التلوث السمعي الضوضاء الأربعاء مايو 12, 2010 11:00 am | |
| يقصد بالتلوث السمعي أو ما يعرف بالضوضاء أو الضجيج مجموعة الأصوات التي تتجاوز في مستواها المقبول الغير ضار بالإنسان .
هذا يقودنا بالضرورة إلى معرفة ما هو المستوى المقبول و غير الضار بالإنسان وقد ابتكر العالم الفيزيائي الأمريكي الكسندر كراهام بيل وحدة
لقياس شدة أو جهارة الصوت عرفت فيما بعد باسم ديسي بل ويبدأ قياس شدة الضوضاء أو جهارة الصوت من الصفر كحد أدنى يعني عدم وجود أي أثر
للصوت نهائيا وينتهي في وحدة 140 ديسيبل كحد أعلى حيث تكون الأصوات مسببة للأذى و يكون الصوت مسموعا لدى الإنسان إذا كانت شدته 20
ديسيبل أما أقصى شدة صوت يمكن لأذن الإنسان أن تسمعه دون أن تحدث ألما في الإذنين فهي 120 ديسيبل و اعتمادا على هذا المقياس فقد صنفت الأصوات
من حيث شدتها إلى ستة أنواع رئيسية كما يلي :
1- أصوات مسموعة من ( 0 – 10 ديسيبل ) مثل الأصوات الخافتة جدا و ضربات القلب و هي أقل الأصوات المسموعة نظريا
2- أصوات هادئة جدا (10-30ديسيبل) مثل حفيف أوراق الشجر .
3- أصوات هادئة ( 30 – 50 ) ديسيبل مثل الكلام الهادئ في مكتب مثلا و أصوات المكتبات العامة و حركة المرور الخفيفة و البيئة الريفية .
4- أصوات متوسطة الارتفاع ( 50 – 75 ديسيبل ) مثل المحادثات العادية و التلفزيون بالصوت العادي و المحال التجارية و المطاعم .
5- أصوات مرتفعة جدا ( 75 – 100 ديسيبل ) مثل صوت البيانو التقليدي و الغسالة الكهربائية و الخلاط المنزلي و آلة تجفيف الشعر و آلات
قطع الحشائش و آلة جلي البلاط و ضجيج الشوارع و صوت السيارة بسرعة أكثر من100كم/ سا وصوت الراديو أو التلفزيون العالي و الورش
الصناعية و مناشير الخشب الكبيرة .
6- أصوات مزعجة (100 – 140 ديسيبل) مثل الطائرات النفاثة و الفرق الموسيقية الحديثة و آلات الحفر اليدوية و الآلية .
لقد أوضحت الدراسات أن الأصوات التي تفوق في شدتها 60ديسيبل تدخل ضمن دائرة التلوث السمعي الضار بالإنسان و قد لوحظ وجود تناسب طردي بين
شدة الضوضاء و تأثيراتها على الفرد أي كلما كانت شدة الصوت عالية كان الضرر على الجهاز السمعي أكبر و هناك عدة عوامل ثانوية لها دور
يرتبط بشدة الضوضاء و هي :
1- المسافة التي تفصل عن مصدر الضوضاء : فكلما ابتعد الإنسان عن مصدر الضوضاء كلما قلت شدة الصوت و خف بالتالي تأثيرها .
2- مساحة المكان : فتأثير الضوضاء يعتمد على وجود ما يسبب انعكاس الأصوات نتيجة اصطدام الموجات الصوتية بالسقوف و الحواجز و غيرها
من مواد وهذه الانعكاسات تؤدي بالنتيجة إلى زيادة شدة الضوضاء أما الأمكنة الواسعة الرحبة فلا تسمح بمثل هذه الانعكاسات .
3- طبيعة الصوت : فكلما كان الصوت متكونا من عدة موجات متداخلة كلما زاد تأثيره على الفرد و العكس صحيح .
4- مدة التعرض للضوضاء : فكلما زادت مدة التعرض للضوضاء كلما قلت كفاءة الجهاز السمعي ضمن علاقة عكسية .
5- عمر الفرد : و معروف أن تقدم الفرد في العمر يصحبه تغييرات في الأجهزة في الأجهزة الوظيفية ( نحو الأضعف ) فإذا أضيف إليها تأثير
الضوضاء أدى بالنتيجة إلى تأثيرات مضاعفة و سلبية على حدة السمع .
6- العوامل الوراثية : إذ بينت الدراسات أن عامل الوراثة في الصمم موجود في بعض العوائل و إن تأثير الضوضاء على الجهاز السمعي تبرز
بشكل أسرع و تظهر أعراض الصمم مبكرة لدى هذه العائلات مقارنة مع غيرها التي ليست فيها عامل الوراثة .
7- الحالات المرضية السابقة : إذ أن تأثير الضوضاء يكون أشد على الأفراد الّذي تعرضوا خلال حياتهم لأمراض الجهاز السمعي ممن لم يسبق لهم أن
أصيبوا بمثل هذه الأمراض .
مصادر التلوث السمعي ( الضوضاء ) :
غني عن القول أن مصادر التلوث السمعي ( الضوضاء ) كثيرة جداً و تشمل :
1- الضوضاء الناتجة عن وسائل النقل و تشمل : الطائرات بأنواعها و السيارات و الحافلات و الشاحنات بأنواعها و القطارات بأنواعها
و السفن و المركبات البحرية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
2- الضوضاء الصادرة عن المصانع : تشمل مختلف أنواع الورش الصناعية كالنجارة و الحدادة وغيرها و خروج غاز مضغوط للهواء فجأة و
احتكاك بين أجسام صلبة .
3- الضوضاء الصادرة عن أجهزة البناء و الإنشاءات و ت شمل الكسارات و أصوات الحفر اليدوية و الآلية و آلة جلي البلاط .
4- الضوضاء الصادرة عن السكن و المكاتب و المحال التجارية : تشمل على صراخ الأطفال و صياح الكبار و أجهزة المذياع و التلفزيون و
التسجيل و أجهزة التكييف المنزلي و تجفيف الشعر و غيرها ..
و هكذا يتضح لنا أن مصادر تلوث الضجيج كثيرة و متعددة و لا يسهل السيطرة عليها كما في حالة تلوث الهواء و الماء أو غير ذلك ففي حالة
التلوث للماء و الهواء يمكن تخفيف بعض مصادر التلوث إذا ما عرفت كإغلاق مصنع له مخلفات ضارة و هنا ينتهي الأمر أما في حالة التلوث السمعي
فإن معرفة مصدر الضوضاء ليس بالأمر السهل فهي توجد في كل مكان و تنطلق من كل مكان
أضرار التلوث السمعي ( الضوضاء ) :
تترك الضوضاء أخطارا كبيرة على صحة الفرد الفسيولوجية و العصبية و النفسية و الذهنية و ما إلى ذلك مما يمكن توضيحه فيما يلي :
• التأثيرات الصحية العضوية : كالارتباك الهضمي الناتج عن نقص الإفرازات المعدية و المعوية . كما أن الضوضاء تؤثر من خلال الأذن على
أجهزة الاتزان و تؤدي إلى الشعور بالغثيان و الدوار و القيء و عدم الاتزان .
• الشعور بالصداع : نتيجة ارتفاع ضغط الدم مما يؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة في القلب بالتالي انقباضها .
• زيادة إفراز بعض الغدد في الجسم : مما يتسبب عنه ارتفاع السكر في الدم و كثيرا ما ينجم عن الضوضاء الإصابة بالقرحة المعدية أو
قرحة الإثني عشر .
• ضعف في سرعة الدورة الدموية : خاصة في الأطراف مما يسبب الزوغان في الرؤية .
• نقص القدرة على أداء العمل العضلي : إذ لوحظ أن سرعة التعب تزداد عند أداء العمل العضلي في الأجواء الصاخبة مقارنة مع أدائها
في الأجواء الهادئة
• الأرق في النوم : و عدم الانتظام في الاستيقاظ أحيانا و الإزعاج و القلق .
• التأثيرات العصبية : تلعب الضوضاء دورا كبيرا في التأثير على وظائف الجهاز العصبي بشكل عام مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجية الفرد كما
يتسبب عنها زيادة في الأخطاء عند أداء الواجب حيث بين ليرد في دراسته أن تعريض الشخص للضوضاء مدة 4.5 ساعة ينقص الإنتاج و يعزو ذلك إلى
تأثير الضوضاء على كل إحساسات الجسم وجعلها متهيجة نتيجة تأثير الجهاز العصبي بأكمله كما قام ( أدامز ) بدراسة على مجموعتين من العمال كل
مجموعة متكونة من عشرة عمال يعملون في صناعة النسيج و يتعرضون إلى ضوضاء تبلغ 96 ديسيبل أعطى لإحدى المجموعتين وسائل وقائية كاتمة للصوت
حيث انخفضت الضوضاء عندهم 10 ديسيبل أي أصبحت 86 ديسيبل و تبين أن المجموعة التي استعملت المعدات المخفضة للضوضاء بأن إنتاجها على طول فترة
السنة أكثر بنسبة 12% من إنتاج المجموعة التي لم تستعمل معدات الوقاية الشخصية لذا يمكن القول أن الضوضاء تخفض نسبة الإنتاجية و تسيء إلى
نوعيتها و أنها تتطلب زيادة في الإرادة و الانتباه و الجهد العقلي و التوتر العصبي
• التأثيرات النفسية : إذ لوحظ أن الأفراد الذين يتواجدون بصورة دائمة في أماكن الضوضاء يشعرون بالضيق بسرعة ويتميزون عن الآخرين
بنوع من العصبية لأمور بسيطة جدا و من السهل إثارتهم و استغلالهم في إثارة الشكاوي و ذلك لكونهم غير مرتاحين نفسيا
• ضعف القدرة على التركيز و الانتباه و التعلم و الاستيعاب و ضعف درجة الأداء الذهني : إذ أن الضوضاء تشتت الانتباه و تضعف القدرة
على التركيز و تضعف قابلية استيعاب الفرد للحفظ أو الدراسة أو أداء الأعمال الذهنية إذا لم يتوفر الهدوء و قد أجريت دراسة على تلاميذ
مدرسة واقعة على أحد الطرق السريعة بمدينة باردو الفرنسية و تتعرض إلى الضوضاء بشكل مستمر تصل إلى أكثر من 70 ديسيبل . و قد بينت
الدراسة أن الضوضاء تؤثر كثيرا على مدى تقبل الأطفال و فهمهم لما يتلقونه من المعلومات و قد وجد أن أخطائهم الإملائية تكثر عند ترك
النوافذ مفتوحة و تقل عند إغلاق النوافذ .
• التأثيرات السمعية : إذ أن التعرض للضوضاء بصورة مستمرة تضعف الجهاز السمعي و قد يؤدي الضجيج المرتفع و المفاجئ إلى ضعف السمع
ضعفا مزمنا لا شفاء منه أو الإصابة بالصمم حتى .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
• ضعف كفاءة التخاطب بين الأفراد : إذ أن الضوضاء تؤثر على تمييز كلمات المنادي على مسافة معينة و تمنع من الاتصال المباشر كما
ينبغي و بالشكل الذي يقصده المتكلم بين الأفراد .
على أن أضرار الضوضاء لا يقتصر على الإنسان وحده بل لقد وجد أن الضوضاء العالية تؤثر في بعض الحيوانات فتصيب بعضا منها بالتوتر الشديد
و تقلل من إنتاج حيوانات المزرعة فتخفض من إنتاج الحليب في الأغنام و الماعز و الأبقار بالإضافة إلى تقليل الضجيج من إنتاج البيض عند
الدواجن و تحدث نقصا في أوزان المواشي . إلا أنا هناك جانبان إيجابيان في التعامل مع الضوضاء مقارنة بأنواع التلوث الأخرى : الوقتية عدم
الديمومة و المحلية . أما الوقتية فتعني أن أثر الضوضاء أثو وقتي غير دائم ينتهي بانقطاعها . أما لجانب الآخر فهو أن الضوضاء تختلف عن غيرها
من أنواع التلوث في أنها محلية إلى حد كبير بمعنى أننا لا نحس بها إلا بجوار مصدرها فقط و لا تنتشر آثارها و لا ينتقل مفعولها من مكان إلى آخر كما
في حالة التلوث في الهواء و الماء الذي ينتقل من مكان إلى آخر و من منطقة إلى أخرى و من دولة إلى أخرى عبر الحدود مما دعا إلى وصفها بـ مشكلات
بلا حدود أو عالمية مشكلات البيئة | |
|