من شعر جبران خليل جبران
اليوم يوم مصارع الشهداء
إني منيت بأمة مخمورة
عذراء لو وصفت معاني حسنها
علا مفرقي بعد الشباب مشيب
قبس بدا من جانب الصحراء
كنت في الموت والحياة كبيرا
لبنان في أسمى المعاني لم يزل
وفد الربيع إليك قبل أوانه
تلك الدجنة آذنت بجلاء
يا سعد هذي الليلة الزهراء
هذي رؤوس القمم الشماء
أيها الفرسان رواد السماء
جمع الصحاب على هوى وإخاء
أجاب الشعر حين دعا الوفاء
يا فتى الفتيان أحسنت البلاء
حي الرفاق الأكرمين وقل لهم
كانوا ثمانية من الندماء
عجبا أتوحشني وأنت إزائي
تدانى فحيى عابرا وتناءى
فوجئت فيك بأنكر الأنباء
لعلي قرارة بالعراء
إلى أي امتداد في البقاء
أرز الجنوب اسلم عزيز الجانب
حي العزيمة والشبابا
بر وبحر حائلان
ضرب الأرض فانتهب
إني منيت بأمة مخمورة
يا أيها الملك الذي حسناته
لتعش وصفو العيش غير مشوب
تولتك العناية في الذهاب
صوت الكنانة في يوبيلك الذهبي
بيوت العلم مهما تلتمسني
هل آية في السلم والحرب
جمع الكفاء إمارة الأنساب
إن فاز نجلك بين الرفقة النجب
يد الأمير وقد أولاك نعمته
جزيت عنا الخير يا مجمعا
أي بشرى حملتموها الكتابا
شهدنا زمانا في الكنانة ردنا
حيوا الرئيسة إنصافا وتكرمة
حورية لاحت لنا تنثني
إذا لم يكن في دولة العلم حاجب
دعوتموني وبي ما بي من الوصب
جاءت المنجة البديعة من أثمار
جاد لبنان على أوفى فتى
يا مسرفا في لهوه
مر القوافي تجيء طوعا ولا عجبا
أتتنا الهدية مختالة
أنظر إلى ذاك الجدار الحاجب
بنات الدهر عوجي لا تهابي