تلوث الغذاء : الغذاء يوفر للجسم إمدادا مستمرا من الطاقة و يسهم بالنمو و يعمل على تجديد ما يتلف من خلايا كما يحفظ الجسم من الأمراض فهو مجموعة من المواد يتناولها الإنسان و تضمن له قيام جسمه بنشاطاته الحيوية بشكل صحي و سليم و الغذاء معرض للتلوث و ما يقصد به بتلوث الغذاء
هو عملية تحول المادة الغذائية من حالة نافعة إلى حالة ضارة بالإنسان أي تحول المادة الغذائية من مادة غذائية صالحة للاستهلاك البشري و ذات قيمة غذائية عالية و في حدودها الطبيعية إلى حالة المادة الغذائية الغير صالحة للاستخدام البشري كالغذاء الفاسد أو السام أو إلى مادة غذائية
صالحة للاستهلاك البشري لكنها فاقدة لكل أو بعض قيمتها الغذائية .
تتباين مضار الغذاء الملوث إذ ما تناوله الإنسان تبعا لكمية الغذاء من جهة و لدرجة التلوث من جهة أخرى و لطبيعة الإنسان من جهة ثالثة
كبيرا أم صغيرا سليما أم مريضا من جهة ثالثة و قد يترك الغذاء الملوث آثارا خفيفة أحيانا و لكنه يسبب أمراضا و مضاعفات أشد و قد يصل الضرر أقصاه بالتسمم القاتل .
مصادر التلوث الغذائي : أهم مصادر التلوث الغذائي :
1- تأثير الكائنات الحية في الغذاء مثل البكتريا و الفطريات و بيوض الديدان و حويصلات الكائنات وحيدة الخلية و يتم ذلك أما عن طريق الهواء أو عن طريق الحشرات و القوارض فاللحوم المعرضة للجو تتلوث بميكروبات الهواء و المحاصيل التي تنمو تحت سطح التربة و بماء الري الذي يكون
مصدرا لتلوث المحاصيل بميكروبات التربة و بماء الري الذي يكون مصدرا لتلوث المحاصيل في الأراضي الزراعية كما أن مشتقات الألبان و الأجبان تتلوث بواسطة الإنسان الذي يقوم بحلب المواشي و الأبقار نتيجة عدم إتباع قواعد النظافة العامة و من ملوثات الغذاء أيضا الفطريات التي تسبب عفنا
للثمار في بعض الفواكه و يعتقد أن للسم الناتج عن بعض الفطريات تأثيرات سرطانية . و تشكل القمامة و مخلفات الإنسان و الحيوان وسطا ملائما لانتشار الذباب و البعوض و الحشرات التي تسبب الأمراض المختلفة للإنسان في حال وصولها إلى الغذاء و الشراب كما أن الأمراض التي تصيب الطيور و
الحيوانات يمكن أن تنتقل للإنسان عن طريق مصادر الغذاء أو الماء الملوث بهذه المسببات للأمراض فالدجاج مثلا ينقل للإنسان فيروسا عن طريق البعوض و يسبب مرض إجهاد المخ الذي يصحبه ارتفاع درجة الحرارة و الصداع و الرعشة و قد تصل إلى الغيبوبة .أما الكلب فقد يلعب دورا أساسيا في إصابة
الإنسان و الحيوان في الدودة الشريطية التي تعيش في أمعاء الكلب و تنتقل بويضاتها إلى الجهاز الهضمي للإنسان فتفقس و تخترق الأمعاء إلى الكبد فالرئة و غير ذلك من أجزاء الجسم
2- تفاعل الغذاء مع الأواني المستخدمة للطبخ أو التي تحفظ فيها مثل بعض أنواع الألمنيوم أو البلاستيك مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة المعادن عن الحد المقرر و التي تكون سامة للإنسان .
3- إضافة المواد الملونة للغذاء و خاصة ذات التركيب الكيماوي الّذي يعتقد أن له علاقة بالأمراض السرطانية .
4- إضافة المواد المنكهة و خاصة ذات التركيب الكيماوي و كذلك المواد المحلية
5- إضافة المواد الحافظة للغذاء و هي مواد كيماوية في معظمها تطيل عمر المواد الغذائية دون أن تتعرض للفساد و بالذات المواد الغذائية المعلبة . وقد ثبت أن هذه المواد الحافظة إذا تجاوزت في كميتها المضافة للمادة الغذائية الحد اللازم تصبح سامة مثلما وجد أن البعض من أنواعها ضار بالإنسان حتى التراكيز المنخفضة جدا .
6- تأثير المواد المشعة التي تصل إلى الغذاء نتيجة تساقط الغبار الذري على النباتات و التربة الزراعية أو نتيجة لتلوث الهواء و الماء بمخلفات التجارب النووية حيث تدخل المواد المشعة إلى بناء جسم النبات و تنتقل عبر سلاسل الغذاء إلى الحيوان والإنسان .
7- تأثير المواد الكيماوية فالمبيدات سواء الحشرية أو العشبية التي تستعمل لحماية المزروعات و الأغذية المخزنة من الآفات والأوبئة و الأمراض تزداد يوما بعد آخر على أن الكثير من هذه المبيدات لا يقتصر مفعولها على مكافحة الآثار و الأمراض الزراعية بل يمتد تأثيرها إلى الإنسان حيث
تنتقل إليه مع الغذاء مسببة له الكثير من الأمراض التي لا يفيد الدواء مع بعضها أحيانا كالسرطانات كما أن استخدام الأسمدة الكيماوية و كل
أنواع المخصبات الزراعية الأخرى بطريقة غير رشيدة قد يؤدي أحيانا إلى تركزها في النباتات ثم تصل إلى الإنسان مسببة له الكثير من الأذى و الأمراض .
تلوث الدواء : و يرتبط بالتلوث الغذائي تلوث الدواء و الدواء المقصود هنا هو أية مركبات كيماوية يتناولها الإنسان بقصد الوقاية من الأمراض
أو العلاج منها أو بقصد جلب المتعة المزعومة .
مصادر التلوث الدوائي :
1- المواد المسكرة و المهلوسة : وتشمل التدخين و الكحول و المخدرات أما التدخين فهو من العادات الضارة بالصحة حيث تحتوي السيجارة على
العديد من المواد الضارة بالجسم من أكثرها ضررا النيكوتين و أول أكسيد الكربون و القطران النيكوتين هو منبه يزيد في سرعة ضربات القلب أول
أكسيد الكربون هو مركب سام إذ أنه يتحد مع أيون الحديد في هيموغلوبين خلايا الدم الحمراء فيمنع اتحاده مع الأوكسجين . القطران هو مادة صفراء
تتكون من مزيج من المركبات الكيميائية التي تعمل على تهيج الرئتين و القصبات الهوائية كما تمنع حركة الأهداب في الخلايا المبطنة للقصبات الهوائية
و الشعيبات . التدخين ليس خطرا على المدخن و حسب بل له آثاره السيئة على الغير مدخنين إذا ما تواجد في بيئة التدخين . تشير الإحصاءات إلى أن 70
% من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين . الكحول تضر بالخلايا العصبية و قد وجد أن نسبة حالات التخلف العقلي أعلى منها عند أبناء المدمنين
على الكحول من غير المدمنين . و فيما يتعلق بالمخدرات بكافة أشكالها و أنواعها أصبحت من الأكثر فتكا بالإنسان من الحروب و المجاعات و الأوبئة لما
لها من أثر سيء على صحة الإنسان و عدم قدرته على السيطرة على نفسه بسبب حالات الإدمان التي تنتج عن المخدرات .
2- المضادات الحيوية : و هي إحدى أشكال الدواء و تشمل كل المواد الكيماوية التي تستعمل في الطب للقضاء على ميكروبات الأمراض و قد ثبت
أخيرا أن للكثير منها أثرا سيء على الإنسان و خاصة على تكوين الجنين في فترة الحمل و يحدث للكثير منها التشوهات الخطرة و يتجه الطب الحديث إلى
تقوية دفاع الجسم ضد المرض بالتقليل من التعاطي للمضادات الحيوية ليقاوم الجسم المرض و يتغلب عليه وقد تبين أن المكروبات تستطيع البقاء في
الجسم إذا لم تأخذا لمضادات الحيوية بالكمية المطلوبة و الفترة الزمنية التي يحددها الطب
3- التداخلات الدوائية و التأثيرات الجانبية : فيما يتعلق بالتداخلات الدوائية تبين أن بعض الأدوية إذا تناولها المريض مع بعضها تتداخل و
تحدث تأثيرا سلبيا على صحته أم التأثيرات الجانبية من جراء استعمال الدواء فتعني أن بعض الأدوية تسبب أعراضا جانبية و تخلق مشاكل صحية جديدة
للإنسان و بخاصة إذا كان المريض مصابا بأكثر من مرض واحد .